الرئيسية » ثقافة » ثقافة القراءة

ثقافة القراءة

الثقافة هي سعة المعارف وما يتولد عنها لدى الشخص من خبرات ومهارات فى مجالات مختلفة … وهي مرتبطة ارتبطا وثيقا بالقراءة والمطالعة التى تعد مرحلة ما بعد التعليم المدرسي أو المحظري المعتمدين فى بلادنا منذ فترة طويلة وإن سبق التعليم المحظري التعليم المدرسي وخرج أجيالا عديدة من العلماء والفقهاء فاقوا أقرانهم في البلدان الاخرى وانبهربهم المشارقة لسعة علمهم وقوة حفظهم واستحضارهم للنصوص …!

ولم يكن المتمدرسون الاوائل أقل منهم شأنا حين تنقلوا إلى الجامعات الفرنسية التي انبهرت بمستواياتهم المتميزة وتفوقهم على أقرانهم من المستعمرات الاخرى … فهذه البيئة البدوية الصحراوية المتنقلة أنتجت ثقافة متنقلة مخالفة لما ذهب إليه بن خلدون من أن الاستقرار والعمران سابقين للثقافة وسببا من أسبابها …!
وإذا ما نظرنا لواقعنا اليوم فإن ثقافة القراءة والمطالعة في الكتب المصنفة والدوريات المعتمدة تكاد تختفي .. وإن كانت الأجهزة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي أشبعت فضول بعض الشباب فى الدردشات والتدوينات قليلة المعنى عديمة المبنى …!
أما الكتابة والتأليف فهي مراتب يندر من يصل إليها … واشتغلنا بما توفره الأجهزة الذكية من صوتيات التواصل الاجتماعي لقلة تكلفة الاتصال بها وسهولة التواصل الشفهي لمن لا يحسنون القراءة ولم يتكلفوا عناء أبسط أنواع الكتابة … مما جعل هذه الصوتيات تتحول الى إشباع الفضول اللفظي والتنابز بالألقاب الذي اقتصر فى الماضي على ما يعرف عندنا محليا *( اتويزه )*
ومن أغرب ما سمعت فى هجراننا لميدان الثقافة والقراءة والمطالعة… أن إحدى الفضائيات العربية أجرت مقابلة مع وزيرة الثقافة الموريتانية (منذ مدة ) سألتها في ختام المقابلة ما هو الكتاب الذي تقرؤه السيدة الوزيرة هذه الأيام؟ فأجابتهم أنها لا تملك وقتا للقراءة لانشغالاتها المتعددة التي لا تسمح لها بالقراءة أصلا… ولعل هذا هو سبب ابتعادنا جميعا عن القراءة والمطالعة …!
الإختلاف فقط أنها هي وزيرة الثقافة … فإذا كانت وزيرة الثقافة فى بلدنا لا تقرأ الكتب لانشغالتها … فمن ذا الذي سيقرأ هذه الكتب او يطالعها ….؟!

شاهد أيضاً

مدائن التراث عمق الأهداف ..وأبعاد التحول /الوزير محمد اسويدات

لقد شكلت بلادنا على مر العصور ملتقى لثقافات متنوعة، كما كانت دوما قنطرة بين شعوب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *