تقع قرية بوحديدة على الطريق الرابط بين مفترق طرق ألاك (المعروف محليا بكرفور ألاگ ) ومدينة بوگى … وقد كانت نشأة القرية بداية الثمانينات من القرن الماضى وعلى سهل منبسط تتراءا من حوله مرتفعات رملية على مد البصر… نشأت القرية فى ظروف قاسية بفعل انعدام ضروريات الحياة التى أولها الماء الشروب ..
. فقد ظل السكان يمتحون البئر القديمة ليحصلوا على كمية قليلة من ماء أجاج …لا يطفئ ظمأ ولا يسقى زرعا … ومع ذلك صابر السكان ورابطوا … واستجلبوا المياه من أماكن نائية … وتحملوا قسوة الطبيعة وشظف العيش وجفاء الجيرة …
وبعد تعبيد الطريق وبناء البئر الإرتوازية الأولى تحسن الوضع عما كان عليه نسبيا( وإن احتاج إلى مزيد من التحسن )
وعند إنشاء البلديات اختيرت القرية لتكون عاصمة للبلدية لحجمها الديموغرافي ولموقها الجغرافي.. تتبع لها قرى متعددة ( العزلات – الزغلان – الطنطان – لعليبات – موندى …)
تحد بلدية بوحديدة من الشمال بلدية ألاك ومن الغرب ولاية اترارزة، ومن الجنوب مقاطعة بوگى ومن الجنوب ًالشرقي بلدية الفرع ، ومن الشمال الشرقي بلديتي مال وچلوار. ويبلغ تعداد ساكنتها حوالي 35000 نسمة ،فى حين يزيد عدد الناخبين فيها على 12000 نسمة حسب الإحصاء الإدارى الأخير،
وتتبع إداريا لمقاطعة ألاك …
وتعد بلدية بوحديده بلدية ريفية يعتمد سكانها على التنمية الحيوانية وممارسة الزراعة المطرية .. تضاعفت ساكنة بوحديده (عاصمة البلدية) فى العقدين الماضيين بفعل موقعها المميز ولكونها جامعة بين التحضر والتنمية الحيواية فيقصدها سكان المدن الكبرى فى فصل الخريف بغية تغيير الجو والظفر بقسط من الراحة والاستجمام فى مكان يجتمع فيه جو البادية مع ضرورات المواصلات وتوفر الضروريات العامة لسكان المدن …
وقد تطورت بلدية بوحديدة وحظيت بكثير من الإنجازات وخصوصا فى العهدة الحالية بإدارة مجلس بلدي يرأسه عمدة البلدية الحالى السيد: محمد ولد محمدسالم ولد دمد حيث تم تزويد المدينة بالماء الشروب الذى ظل انعدامه كابوسا يؤرق الساكنة ردحا من الزمن ،
وقد بذل العمدة جهودا مضنية من أجل الوفاء بعهد قطعه على نفسه إبان الحملة الإنتخابية: وهو أن ينهى هذه المأساة المريرة التى عانت منها الساكنة طويلا، وبتمويل من البنك الإفريقي للتنمية وتعاونه القاري مع الحكومة الموريتانية تمت تسوية الملف بنجاح ،بتعليمات من الرئيس محمد ولد عبدالعزيز
كما شيد فى عاصمة البلدية سوق محلي تقى الباعة والمتسوقين حرارة الشمس وتجعل الجزارين فى موقع مناسب لمهنتهم الحساسة بعيدا عن الأخبية التى كانت تضايق الشارع العام ….
وتم تسيير ميزانية البلدية بصرامة وشفافية مكنت من خلو سجل البلدية من الديون الداخلية للعمال كما تمت تسوية كافة مستلزمات عمالها لدى الصندوق الوطنى للضمان الإجتماعى ( وهذه الميزة تنفرد بها بلدية بوحديدة عن كافة بلديات المقاطعة حسب مصادر مطلعة داخل الصندوق) ولأول مرة فى تاريخها ..!
كما أن تعويضات الحضور للجلسات البلدية كانت تدفع بشكل منتظم للمستشارين،وهو أمر لم يألفوه فى المأموريات السابقة،
وزيادة على تدخل البلدية فى عهدة السيد العمدة فى إقامة منشئات عمومية فى عاصمة البلدية:( مدرستين ابتدائيتين بمعايير ممتازة،إحداهما بتمويل سعودى_ إنشاء مقر الحالة المدنية -إقامة حائط اسمنتى على المقبرة القديمة- تجهيز مقر البلدية ،وفتح وحدتين معلوماتيتين داخله _فتح كشك لبيع الأدوات المدرسية……) فقد حازت معظم القرى التابعة للبلدية على نصيبها ، حيث تمت استفادة القرى التالية من تلك النشاطات (إنشاء أو ترميم بعض المنشئات العمومية)وهي: ( العزلات – لعليبات – الطنطان – الزغلان – شنقيط – أكويدة – عين الرضى – مفتاح الخير – بينگل تلى – أكراع اسدر – موندى.. )
وقد كان للبلدية حضورها الفاعل وصلاتها الوثيقة بالسلطات الإدارية والمركزية حيث رفعت هموم المواطن وتظلماته للرسميين والمعنين بذلك …
وللسيد العمدة موقف طريف فى أحد الاجتماعات الرسمية يجسد رمزية الإهتمام بواقع ناخبيه تمثل فى امتناعه عن الشرب من قنينة الماء المعدنى المقدمة له خلال جلسة مصغرة لمناقشة تأخير إنجاز مشروع سقاية بلدته مع بعض المسؤولين حتى يتوفر الماء الشروب للساكنة التى يمثها فى الاجتماع …!
ولأن عهدة المجلس البلدي الحالى على وشك الإنتهاء ومن دون الترشح لعهدة ثانية إيفاء بالوعد وتقديسا للعهد …. فإننا نشيد بهذه العهدة لنجعلها مثلا يحتذى … وإرشيفا فى رفوف الذاكرة الجمعية لأبناء هذه البلدية …وليبنى عليها مستقبل الأيام لتطوير الواقع وخدمة الأنام …
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله …

بلدية بوحديده “ألاك”